الحــركة الجزائريـة للضبـاط الأحـرار شرعيـة شــرف عــدل بسم الله الرّحمان الرّحيم فـاتح نـوفمـبـر 2014 لقد أثبتت الأيام دون أدنى شك أن ما حذرنا منه المخلصين خاصة و الشعب عامة قد تحقـق للأسف الشديد، ذلك أن ما قـلناه لم يكن ضربا من الحظ أو سهما من الخيال، إنما كان استـنـتاجا منطقي نابع من معرفـتـنا الحميمة لهذا النظام العميل و عـلمـنـا بدسـائـسه و مخططاتـه الخــفـيـّة. ليس ذلك فحسب، بل حذرنا بكل حزم و مـسـؤولـيـة و صدق، منذ زمن، "جهات في السلطة" وأطـلعـناها بـالـدلـيل بما سيكون من أمـر الجزائر في ظل المعطيات الخـطيرة التـي لم تكـن تنـذر بالخـيـر بل بـكل الشّـر، و ما قـمنا بذلك إلا إبـراءا للذمة أمام الله أولا و حـقـنا لـدماء الجزائريين و حفاظا لأعراضهم و ممتلكاتهم. حال جزائر اليوم أشبه ما يكون بمثله في نهاية الأربعينات من تسـليـم بالواقع و رضوخ للحال من قبل أغـلبـيـة صـامتـة صمت الأموات، أبت إلا أن تعيش في مذلة و هـوان. ولا يزيد واقع اليوم عن الأمس إلا بالإنحلال الخـلقـي الـصّـارخ للمـجـتمع الذي صار وصمة عار و مسخا للشرف و اللاّمبالاة العامة بمصيـر البلاد وكأن الجميع مجرد سـياح في وطن النّهب و السّـلب ينتـظـرون العـبـور إلى بـر الأمان. إن كل من تهـاون أو تخـاذل عن إنقـاذ الجزائر من الكارثة إنما فعل ذلك جبنا و أنانـيـتا بنيـت على حسابات آنية دنيـئة بيع بها مصير الوطن كما تباع الأنعام في الأسواق. إن المسؤوليات و الواجبات لا و لن تـتسـاقـط عن الأقـلية من المخلصين الشرفاء حتى و لو خذلـتهم الأغلبية، لأن التاريخ قدعـلمنا أن العـزم الصّادق و الهمّة العالية لا يوقـفها شيئ و لا يصدها رادع. و لعل أفضل دليل هو ما أنجـزته القـلّــة القليلــة من الـرجـال الشـرفـاء التي فجّــرة ثورة التحرير غير مباليـتا بالمثـبّــطيـن والمتخاذليـن بل مضت قـدما برغم كيد الكائدين و دسائس الخائنين فارضتا واقع الثورة بالحـديـد و النـار. نـعم بالحـديـد و النـار و من السّـذاجـة أن يظـن الـخـائـنيـن في السلطـة مهـما كـان منصـبهـم أن الحـديـد و النـار بـعيـد عـنـهم بـل هـو أقرب ممـا يظـنون لأن الكـيل قـد طـفـح و فـاضت الـجزائـر بـهـالـكيـها و مـا بقي للكلام مـجال. من مازال يظن اليوم أو يتمنى أن ينـقـشـع ظلام الإستبداد و العبودية عـن سماء الجزائر بالكـلمة و الأخذ و العطاء في الصالونات الفخمة فقد أصابه ضرب من الجنون و اللاّوعي، لأن مغتصبي الجـزائـر لا و لن يتركوا السّلطة مهما كان الثمن بل سيـزيد نظامهم في إذلال الشّرفاء و انتهاك المحرمات و التمادي على المقدسات و النـهب و السّـلب لأن هـدفهـم هـو تدمير الوطـن و المـواطـن.... على الجميع أخيرا أن يدرك أن التغيير الذي لا تغذيـه العزيمة الراسخة و الـدماء الـزكـية لن يرى شمس الحرية و لن يدرك فجر الخلاص، و ما لم يعي الجميع أن الشّـرف المسلوب و العرض المغـتصب لا تداويه الا التضحية بالـنّفس و الـنّفيس و الإيمان بقداسة المهمة. بكلّ تواضع و بكلّ إخلاص لله، و خدمتا للجزائر نوجّه هذا النّداء لإخوتنا ، و نسأل الله جلّ و علا أن يوفّقنا في مسارنا هذا للعيش في تآخي و عدل و أن يلهمنا الشّجاعة و البصيرة في بلوغ الحق و العمل به.
تحيا الجزائر و المجد و الخلود لشهداء الجزائر للحركة الجزائريّة للضبّاط الأحرار
|